(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
محاضرة بكلية البنات
4083 مشاهدة
واجب المعلمة تجاه الطالبات

فأما ما يتعلق بالدراسة ونحوها؛ فمن المعلوم أن المدرّسة تحرص كل الحرص على أن تعلم الطالبة الأخلاق والآداب، كما تعلمها العلوم الشرعية من الأحكام والواجبات والمحرمات وما أشبه ذلك؛ فإن الخلق الذي تتحلى به المرأة هو أصل ما تؤمر به.
فتعلّم الأخلاق والآداب ونحو ذلك أهم بكثير من بعض المستحبات ومن بعض المكروهات وما أشبه ذلك، سيما إذا كانت تلك الأخلاق مما يخشى أنه يتسرب فعلها وينتشر، ويحصل منه الفساد؛ فننصح الطالبة والمربية والمعلمة عن المحرمات ونحوها، وعن ما يخل بالآداب.
فمعلوم أن المعلمة إذا بدت أمام الطالبات في شيء من الأعمال المنكرة، كان ذلك مما يحمل كثيرا من الطالبات على الاقتداء بهن، ويقلن: إن المعلمات يفعلن ويقلن: كذا وكذا.
أما إذا يسر الله ووفق أن المعلمة والمربية تكون قدوة حسنة في أقوالها وأفعالها؛ فإن الطالبات يتربين على هذه القدوة، ويمشين عليها في حياتهن وفي أعمالهن وفي تعليمهن وفي جميع ما يخصهن، فيقلن: إن هذا ما تعلمناه من معلماتنا ومربياتنا.
فمن ذلك الاحتشام والاستحياء في كل الحالات؛ فإن الحياء خلق محمود يحبه الله تعالى. ورد الترغيب فيه، ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال: الحياء خير كله وقال: إن الحياء من الإيمان .
لا شك أن استحياء المرأة أن ترفع صوتها أمام الرجال، ولو كانوا من أقاربها، ذلك لا شك من الأخلاق؛ فإذا كانت بذيئة وجريئة ومتسرعة؛ دل ذلك على رعونتها، وعلى قلة حيائها.
كان العلماء ينهون المرأة عن أن تبدي زينتها، أو تظهر بمظهرها، أو تتكلم بصوت رفيع إلا عند الضرورة؛ ولأجل ذلك أدب الله تعالى أمهات المؤمنين، ونساء المؤمنين بقوله تعالى مخاطبا لأمهات المؤمنين: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى .
وَقَرْنَ ؛ يعني اثبتن في بيوتكن. وبقوله تعالى: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ؛ أي لا تلين المرأة الكلام إذا خاطبت رجلا مما يكون حاملا له إلى أن تثور منه الشهوة، فيطمع فيها إذا كان في قلبه مرض هذه الشهوة.
ولذلك منعت المرأة أن تتكلم بكلام رفيع في المحافل حتى في الصلاة. إذا ناب الإمامَ شيءٌ في الصلاة فإنها لا تصوت، وإنما تقتصر على التصفيق؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: يسبح الرجال ويصفق النساء إنما التصفيق للنساء، ومنعت في الإحرام أن ترفع صوتها بالتلبية، وإنما فقط بقدر ما تُسمع رفيقتها.
وهكذا أيضا منعن من التبرج؛ لقوله: وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ فالتبرج هو إبداء الزينة والظهور أمام الرجال وما أشبه ذلك.